عبرة وعظة
وفجأة وضعت يدي على جيبي الذي فيه نقود الحج
فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى السماء وخاطبت ربي قائلا
اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي وتعلم أنه لاشيء أحب إلى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك وقد سعيت لذلك طوال عمري ولكني آثرت هذه المسكينة وإبنها على نفسي فلا تحرمني فضلك
وذهبت إلى المحاسب ودفعت كل مامعي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدما وتوسلت إليه أن يقول للمرأة بأن المستشفى لديها ميزانية خاصة للحالات المشابهة .
بارك الله فيك وفي أمثالك
ثم قال إذا كنت قد تبرعت بمالك كله فكيف حججت إذن فاجاب رجعت يومها إلى بيتي حزينا على ضياع فرصة عمري في الحج ولكن الفرح ملأ قلبي لأني فرجت كربة المرأة وإبنها فنمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت في المنام أنني أطوف حول الكعبة والناس يسلمون علي ويقولون لي حجا مبرورا ياحاج سعيد فقد حججت في
فاستيقظت من النوم وأنا أشعر بسعادة غيرطبيعية
فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره
وما إن نهضت من النوم حتى رن الهاتف وإذا به مدير المستشفى الذي قال لي أنجدني فصاحب المستشفى يريد الذهاب إلى الحج هذا العام وهو لايذهب دون معالجه الخاص
فقد رزقني الله حج بيته دون أدفع شيئا والحمد لله وفوق ذلك فقد أصر الرجل على إعطائي مكافأة مجزية
لرضاه عن خدمتي له وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج إبنها في المستشفى على نفقته الخاصة
نهض الرجل وقبل سعيد على جبينه قائلا
والله لم أشعر في حياتي بالخجل مثلما أشعر الآن فقد كنت أحج المرة تلو الأخرى وأحسب نفسي قد أنجزت شيئا عظيما وأن مكانتي عند الله ترتفع بعد كل حجة ولكني أدركت الآن أن حجك بألف حجة من أمثالي فقد
ومضى وهو يردد تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
اللهم أرزقنا حج بيتك الحړام
سؤال هل ستشارك هذا ليستفيد به غيرك
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أخي اختي الحبيبة إذا أتممت القراءة أثبت مرورك بصلاة على الحبيب المصطفى رسول الله