طوارق الليل بقلم أحمد سيد رجب
حکی أحد الأطباء قصة عجيبة حدثت له شخصيا قائلاً : كنت في بيتي يوما من أيام شتاء باريس القارص وكان عندي ضيوف. وفجأة قرع الجرس بشكل متواصل، فهرع الخادم نحو الباب ثم عاد وهو يقول: أن فتاة تلتحف بكساء خرق وترتدي أسمالاً بالية تقول: أمي مريضه وهي تنازع الآن ونرجوك أن تهب لنجدتها.
قلت: قل لها بأني عندي ضيوف ولا استطيع عيادة المرضى.
البيت وكان قديما وخربة، يضم قبواً فيه غرفتان، وفي إحداهما سريران من خشب. وكانت المرأة العجوز التي انهكها المړض تنام على احدهما، وطرح على الآخر جثمان مېت لتلك الصبية التي صحبتني إلى هنا قبل قليل، وقد فارقت روحها الدنيا قبل ساعات!
قالت : إنها ماټت منذ أيام، وها هي مطروحة على السرير، وإني كنت طيلة هذه المدة طريحة الفراش ولا استطيع القيام والحركة، وليس لي أحد يخبر الطبيب بحالي أو ينقل جثمان هذه الصبية، فكنت انتظر المۏت لحظة بعد لحظة إلى أن حضرت عندي....
تمت...
#أحمد_سيد_رجب