السبت 28 ديسمبر 2024

حجرة تغسيل الم@وتى

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

حجرة تغسيل الم@وتى
حجرة تغسيل الم@وتى

خَلَصت بَعد شوية، وسلمته لأهلُه علشان يحطوه جوه الصَندوق، وشكرت ربنا إني كل حاجة عَدت عَلى خير. 
مِن الجُ@ثث اللي جاتلي برضة ومش قادر أنساها لحَد النهاردة، طِفل عَنده حوالي عَشر سنين، والده جيه يقومه الصُبح علشان يروح المَدرسَة لكنه مَردش عَليه، حاول يفوقه وأكتشف إنه م١ت. كنا ساعتها في الشتاء، واحترامًا للم@وتى، ضروري أسخن المياه اللي هغس@لهم بيها، علشان متبقاش مِتَلجة عَليهم، والده حاطه فوق الترابيزة ورفض يخرُج، وطَلب مني يحضر التَغ@سيل وهو بي@بكي بدموع ملهاش نهاية، مَقدرتش أرفض، وأخدت الماية بعد ما سخنت وحطيتها عَليه علشان أبدأ في مُهمتي،

والده كان بعيد شوية وموقفش عياط، فمخدش باله مِن اللي حَصَل، لما دلقت الماية عَلى جسمه لاقيته أتهز جامد وبوقه أتفتح وملامح وشه أتغيرت بعد ما كان مُبتسم أضايق، أدركت إن في حاجة غَلط بتِحصَل، وعرفت ساعتها إن الماية كانت سُخنة جدًا، إزاي مخدتش بالي ؟ مش عارف، زودتها شوية ورجعتله تاني، والحمدلله ملامحه رجعت زَي الأول، حَقيقي كان مَلاك، وبغَض النَظَر عن اللي حَصَل بس وشه جَميل، يلا ربنا يرحمه. وبعد ما أنتهيت سلمته لوالده اللي مبطَلش عياط، كُنت حَزين أوي لأول مَرة أشوف راجل في سنه بيعيط بالشَكل ده.

الجُث@ة اللي هقولكم عَليها دلوقتي حَقيقي مقدرتش أنساها لحَد اللحظة دي، وبتمنى يجيلي زهايمر أو حتى أم@وت علشان اللي حَصل بسببها مَعلِم في راسي. سنة 2003 فيه ساحر شَهير كان في مَصر والكُل بيتكلم عَليه وعلى قوته في السح@ر والروحانيات، وتقريبًا الكُل كان بينتظر أخباره بشَغَف، وفي يوم الكُل صحي والجرايد كتَبت عن وفاته الغامضة في مَكتبه، كُنت ساعتها بشتَغَل في مَشَ@رحة حكومية مش هقدر أعلن عَنها، وجَتلنا جُث@ة الساحر علشان يتم تش@ريحها وبعدها ت@تغَسِل وت@دفن، عدا تلات أيام، أتش@رحت فيهم والتَقرير أتكتب وأتبعت، وأخدنا الموافقة على الد@افن، وطبيعي أنا اللي 

هغسلُه علشان مكَنش فيه غيري. كنا في الشتاء، كُل العُمال في المَش@رحة مشيوا مكانش فاضل غير أتنين دكاترة هيستلموا مني الجُث@ة بعد ما أخلص، والشوارع مفهاش نَفَس واحد.

أخدت الساحر ودخَلنا الأوضة، حَطيته فوق الترابيزة، وجبت المايه وقمت بمُهمتي الصَعبة، محصلش حاجة غَريبة، تقريبًا لحد ما خلصت، لاقيت ترابيزة بتُقع لوحدها ورايا، روحتلها وعدلتها، بس لما رجعت مَلقتش الس@احر، أيوه بتكلم جَد اختفى، بصيت على الباب كان مقفول، وحسيت وقتها بَحد بيتنَفس ورا ظهري، لفيت جسمي بالراحة بس مَلقتش حاجة، رجعت تاني للترابيزة، والحمدلله لاقيت الساحر، 

بس كان مفتح عينيه، ومبرق جدًا، جسمه كان نَحيف، وقصير وشَعر راسه كان كُله أبيض رغم إن سِنه مكنش كبير للدرجة دي، بس الحاجة اللي موتته كانت كفيلة بأن قَلبه يوقف وشعره يبيض، أسمحولي مِش هَقدر أعلن عَنها علشان ممكن يحصلي مُشكلة من الجهة اللي كُنت بشتَغَل فيها،

لأن سبب الو@فاة فِضِل غامض للكُل معادا أنا والدكاترة اللي عرفت مِنهم. المهم مسكت عينه وقفلتها، 

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات