قصة سيدنا يحيى عليه السلام
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
قصة يحيى عليه السلام
الجزء الأول
رأينا في قصة زكريا عليه السلام
كيف كانت البشارة بولادة يحيى عليهما السلام
بعد أن بلغ من الكبر عتيا
ويأس من نعمة الولد يقول تعالى
هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 38 فنادته الملآئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين آل عمران
هذا هو يحيي
نبي الله الذي شهد الحق عز وجل له
أنه لم يجعل له من قبل شبيها ولا مثيلا
وهو النبي الذي قال الحق عنه وحنانا من لدنا.
ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله
أوتي يحيي حنانا من لدن الله والعلم مفهوم
و الحنان هو العلم الشمولي
الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها
يحيى عليه السلام كان غلاما ذكيا
أحكم الله عقله وآتاه الحكم صبيا
قال تعالى وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين
لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها.
رواه الطبراني في الكبير والبزار.
وروى أبو نعيم وغيره عن
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
وجاء في رواية أخرى عنه أيضا قال الغلمان
ل يحيي بن زكريا عليهما السلام
اذهب بنا نلعب فقال أللعب خلقنا اذهبوا نصلي.
وكان يحيى عليه السلام عاشقا للعبادة
عاكفا في محراب العلم محصيا لمسائل التوراة
مستجليا لغوامضها محيطا بأصولها وفروعها
فيصلا في أحكامها قاضيا في معقولها
ولا يهاب صولة عات ظالم.
ولقد كان يحيي نموذجا لا مثيل له في النسك
والزهد والرحمة... كان يضيء حبا ورحمة لكل الكائنات
ويخبرنا سبحانه أيضا عن مزيد
من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله
مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين آل عمران
تضمنت هذه الآية أربع
صفات للنبي يحيى عليه السلام
أنه كان مصدقا بكلمة من الله
أي أنه كان مصدقا بأن عيسى عليه السلام رسول من الله
فالمراد ب كلمة الله عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين
لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى
أن يحيى عليه السلام كان مصدقا بعيسى عليه السلام ومؤمنا بأنه
رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه 171النساء
أي يفوق غيره في الشرف والتقوى وعفة النفس
بأن يكون مالكا لزمامها ومسيطرا على أهوائها وشهواتها.
3 وثالث الصفات أنه كان حصورا
بمعنى أنه سيكون حابسا نفسه عن الشهوات
معصوما عن إتيان الفواحش والمنكرات.
4 أما رابع الصفات وذروة سنامها
فهي أنه سيكون نبيا صالحا.
وهذه الصفة بشارة ثانية ل زكريا عليه السلام
بأن ابنه سيكون نبيا من الأنبياء الذين اصطفاهم