قصة إبراهيم عليه السلام
على الضفة الأخرى من النهر وينصرف الناس جميعا إليه.
وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس.
وخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد.
كانت الشوارع المؤدية إلى المعبد خالية.
وكان المعبد نفسه مهجورا.
انتقل كل الناس إلى الاحتفال.
دخل إبراهيم المعبد ومعه فأس حادة.
نظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب.
اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم ألا تأكلون
كان يسخر منهم ويعرف أنهم لا يأكلون.
وعاد يسأل التماثيل ما لكم لا تنطقون ثم هوى بفأسه على الآلهة.
وتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة والأخشاب المهشمة..
إلا كبير الأصنام فقد تركه إبراهيم لهم
لعلهم إليه يرجعون
وهو حاضر فلم يدافع عن صغار الآلهة
ولعلهم حينئذ يراجعون القضية كلها فيرجعون إلى صوابهم.
إلا أن قوم إبراهيم الذين عطلت الخرافة عقولهم عن التفكير
وغل التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر.
لم يسألوا أنفسهم إن كانت هذه آلهة
فكيف وقع لها ما وقع دون أن تدفع عن أنفسها شيئا
وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها
عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه ومن معه عبادة التماثيل
ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها
يتبع
قصة إبراهيم عليه السلام
مواجهة عبدة الأصنام
تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه
ومن معه عبادة التماثيل
ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها
وسألوه أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم
فأجابهم إبراهيم
بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون
والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر.
فلا داعي لتسمية هذه كڈبة من إبراهيم عليه السلام
والبحث عن تعليلها بشتى علل التيارات الدينية
اختلف عليها المفسرون. والأمر أيسر من هذا بكثير
إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها
إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا.
فهي جماد لا إدراك له أصلا.
وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل.
فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها
ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا
فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون 64 الأنبياء
وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف
وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم.
وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم
وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون.
ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام
وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود
ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون 65 الأنبياء
وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس
وكانت الثانية نكسة على الرؤوس
كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب..
كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر.